ضمن فعاليات ملتقى ثقافي نظمت جمعية ابن رشد للبحث والتواصل بدار الثقافة لمدينة القصر الكبير، مساء الجمعة 24 فبراير2017 محاضرة استضافت فيها الدكتور امحمد جبرون الحائز على جائزة المغرب للكتاب في موضوع : ''نشأة وتطور الفكر السياسي في الإسلام ''.
تناول المتدخل علاقة السياسي بالديني؛ موضحا أن الكثير من معضلات العالم العربي تعد من تداعيات هذه الإشكالية وللفشل الذريع في حلها، منذ بزوغ انبثاق النقاش حولها في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. واعتبر المحاضر أن الأسس والأولويات الثقافية في المجال الفكري، تميزت بوجود حالات من التطرف ومظاهره. كما اعتبر أن هذا الفكر مدني عقلاني مرتبط بالمصلحة اكثر من ارتباطه بالثوابت. كما تحدث عن اعتبار النبي (ص) مرجعية في الأحكام التي لم ينزل في شأنها وحي. وهكذا اعتبر أن الدولة الإسلامية في نشأتها الأولى مدنية، بل حتى البيعة التي يعتبرها البعض ذات منشإ ديني ليست كذلك، فهي ليست فرضا من الفروض بل تعاقد قائم على المشارطة. كما اعتبر صاحب كتاب "نشأة الفكر السياسي الإسلامي وتطوُّره" أنه "منذ عصر التدوين بدأ الاستعمال الديني الضيق، فالعصر العباسي عرف استبدادا دينيا تميز ببروز الكلام السياسي . وقد ساعد ذلك ،على إنتاج مفاهيم جديدة مخالفة، جعلت الفكر السياسي يبتعد عن خاصيته المدنية الأولى في عهد نشأة الدولة الإسلامية، ليصبح فكرا دينيا . وقد انتسب المسلمون خلال العصور الوسطى إلى ثقافة عصرهم، وهم بذلك انتسبوا إلى التاريخ، فازداد الطلب على النص في الفكر السياسي... وختم الدكتور المحاضر : بضرورة التعلق بروح الاسلام ومدنيته أو اعتبار التدين كسياسة ...باعتبار الدين يدخل على السياسي من خل القيم التي تقر الحق والعدل بين المسلمين وغيرهم والارتباط بالتحققات التاريخية ذات الارتباط بالمواثيق الدولية.